نظم المنتدى الثقافي في القدس ندوة حول تداعيات العدوان على شعبنا في غزّة يوم الثلاثاء 20.1 في الجامعة العبرية في القدس المحتلة. يأتي هذا النشاط ضمن سلسلة ندوات وفعاليات وأنشطة ثقافية، فنيّة، سياسيّة وإجتماعية ينوي المنتدى تنظيمها خلال هذا العام الدراسي.
كان الهدف تسليط الضوء مجددًا على غزّة، على اهلها وناسها والمعاناة التي يعيشونها، لأن الفترة والمرحلة التي تكون بعد القصف والعدوان هي الأشد صمتًا والأشد ألمًا والأشد وجعًا على الجميع.
شارك عشرات الطلاب في الندوة حيث تخلل البرنامج كلمة إفتتاحية وترحيبية من قبل الطالب خليل غرّة منسق المنتدى الثقافي في القدس حيث إستعرض عمل جمعية الشباب العرب بلدنا وتطرق إلى فكرة المنتدى الثقافي ودوره ووظيفته في الجامعات الإسرائيلية ومن ثم شاهد الحضور فيلم وثائقي من إنتاج قناة الجزيرة عن مجزرة الشجاعية. ولحق ذلك مداخلة للمحاضر في القانون الدولي في جامعة القدس أبو ديس د. منير نسيبة حول القانون الدولي وحالة الحرب. تطرق نسيبة في مداخلته إلى القانون الدولي وأعطى لمحة نظرية عنه وعن مركباته وعن المواثيق الدولية والمجلس الدولي الإنساني. كما تطرق إلى الحرب والقيود التي تُفرض على الدول أثناء الحروب ولماذا لا تُعاقب إسرائيل على جرائمها، وكيف يمكننا كفلسطينيين أن نعاقب إسرائيل على جرائمها في المحاكم والهيئات الدوليّة، في نهاية مداخلته تطرق نسيبة إلى محكمة الجنايات الدوليّة وإلى إتفاقية روما حيث إنضمت مؤخرًا السلطة الوطنية الفلسطينيّة إلى محكمة الجنايات الدوليّة الأمر الذي يمكّن السلطة الفلسطينية مسائلة إسرائيل ومحاسبتها بخصوص جرائمها على غزّة وغيرها.
وبعدها تحدث الأسير المحرر سعد الدين زيادة مسؤول لجان الزراعة والصيادين في غزّة عن المعاناة التي يعيشها المزارع جراء القصف والعدوان كما وتطرق إلى وضع المنتوجات الفلسطينيّة في غزّة التي تأخذ بالتراجع، حيث تمتاز غزّة بأشجار الحمضيات والبلح والورد والتوت لكن بسبب سلسلة الاعتداءات المستمرة على غزّة ينخفض مستوى الإنتاج إلى الكمية التي لا تكفي غزّة وحدها وتنقطع إمكانيات التصدير بوجه المزارعين. كما وتحدث عن مشكلة عدم توفر المياه في غزّة وتوفر المياه الملوثة والأمراض الناجمة عن ذلك. تطرق زيادة إلى المعاناة التي يعيشها الصيادين في غزّة: " الحصار البحري المفروض على غزّة لم يبدأ عام 2005 بل بدأ منذ توقيع إتفاقية أوسلو أي منذ ال 93 حيث تم تحديد المجال البحري الغزاوي ب 20 ميل، حتى وصلنا الان إلى 3 ميل، وكما هو معروف أن 3 ميل و 6 ميل هي منطقة يستعملها السمك لتخبئة البيض وهي منطقة محرمة للصيد، وعند الحديث عن 6 ميل هذه مناطق لا تعود بالفائدة على الصياد، لا يمكن أن تعيله هو وعائلته، على الأقل عليه الدخول ما بعد ال 8 أو حتى 9 ميل من اجل الحصول على قوته وقوت عائلته. روى لنا زيادة عن البوارج الحربيّة الإسرائيلية التي تلاحق الصيادين وتطلق عليهم النيران وتعتقلهم.
كما أخبرنا سعد عن عائلته التي فقدها في العدوان الأخير على غزّة، حيث فقد ستة من إخوانه وأمه وأبناء إخوانه الأطفال، كما وجه رسالة في نهاية حديثه للجميع وقال: نحن شعب يزرح تحت الاحتلال، ونحن نعيش حياة غير طبيعية، ومن يعيش في هذه البلاد برغد ونعيم ولا يكترث لما يجري من حوله، فهو مجرم بحق نفسه وشعبه" ومن ثم ومع اخر فقرة، شاركت الناشطة السياسية وعضو الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية على إسرائيل اية بشير بتجربتها في الحرب الأخيرة، حيث تطرقت إلى البنية التحتيّة المدمرة، وإلى المدارس والتعليم في غزّة، تحدثت اية أولًا عن سبب إنضمامها للحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل حيث جاء ذلك بعد العدوان على غزّة عام 2009 . وبعدها تحدثت بشير عن المطلب الأساسي والشعبي لدى الغزيين وهو رفع الحصار القاتل والخانق.
ومن ثم فُتح باب النقاش والأسئلة لكل من د. منير نسيبة، اية بشير وسعد الدين زيادة، وجهّت بعض الأسئلة وتمت الإجابة عليها، كما وشكر كل من سعد واية المنتدى على هذه الفرصة للمشاركة والإلتقاء بطلاب فلسطينيين من القدس والداخل وعبروا عن فرحهم ووجهوا رسالة إلى الطلاب في الجامعة العبريّة: "عليكم مواصلة نشاطكم ونضالكم في هذه المؤسسات الصهيونية، دوركم مهم ونضالكم مهم وثباتكم وصمودكم مهم جدًا".
أختتم اللقاء بشكر جميع الحاضرين ودعوة المشاركين إلى المشاركة في المظاهرات والفعاليات الإحتجاجية على إستشهاد أبناء النقب سامي الجعّار وسامي الزيادنة.