رام الله: اختتام تدريب مرشدي "تواصلوا"
مشروع "تواصلوا": جَمعُ ما فرّقه الاحتلال
اختُتمت، يوم السبت الماضي، في رام الله، الدورة التدريبية الأولى لمرشدين/ات مشروع "تواصلوا" المنفذ بالشراكة بين جمعية الشباب العرب - بلدنا، الرؤيا الفلسطينية وهيئة خدمات الأصدقاء الأميركية كويكرز.
تناول التدريب، الذي استمرّ أيام الخميس، الجمعة والسبت عدّة محاضرات وورشات متعلّقة بالهوية الفلسطينية، شرذمة الهوية الفلسطينية، تقبل الآخر والصور النمطية ومفهوم التعلم التحرري. كما شملت الدورة تدريبات حول أسس الإرشاد والتوجيه، التواصل الفعال والعمل ضمن مجموعة.
وانطلق التدريب بمحاضرة قدمتها مديرة المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية "مدار"، هنيدة غانم، حول الشرذمة بالتطرق لجوانب شرذمة الهوية الفلسطينية بعنوان: "الخصوصية في ظل الوحدة: في سبيل تجاوز الشرذمة وتعريف مشروع وطني جامع".
وتطرقت غانم، من خلال محاضرتها، إلى الخصوصيات والمحددات المؤثرة للجماعات المختلفة سواء في الداخل و الضفة والقطاع والقدس و الشتات. تلتها محاضرة عن الهوية من قبل الناشط السياسي والشاعر، علي مواسي، تناولت مفهوم الهوية ببعديها الفردي والجماعي، كما ناقشت أهم مكونات الهوية الفلسطينية وملامحها والتحديات التي تواجهها.
وفي ثاني أيام التدريب، قام المدرب باسم بني شمسة بتنفيذ ورشات تدريبية حول تقبل الآخر والصور النمطية، بالإضافة إلى لعمل مع المشاركين/ات حول مهارات العرض والمتدربين/ات بالتطرق لمحتوى التدريب ومكوناته في العمل مع المجموعات الشبابية.
وانطلقت فكرة مشروع "تواصلوا" من الحاجة إلى أجل جمع الفلسطينيين في مكان واحد، بهدف تحقيق التغيير الاجتماعي والسياسي الفعلي على صعيد الوطن، وتطوير مواقف مشتركة بهدف التغلب على الانقسامات الجغرافية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى تعزيز مفهوم الهوية الوطنية الجامعة لمواجهة الأفكار النمطية وانتهاك حق الحركة والتواصل؛ من خلال تبادل الزيارات والأفكار بين بعضهم البعض، من أجل التصدي لمحاولات سحق الحيّز المكاني والهوية الجامعة.
إذ إن منظومة السياسات الإسرائيلية تعمل على شرذمة الهوية الوطنية الفلسطينية من خلال تعزيز الهويات الفرعية على حساب الهوية الجامعة، وتقسيم الفلسطينيين جغرافيَا إلى فلسطيني مدينة القدس، والضفة الغربية، وقطاع غزة، والداخل الفلسطيني، ويختلف تفاوت التأثير في هذه المناطق بحجم التعرض للسياسات الإسرائيلية المتبعة.
كما انطلقت الفكرة من سياسات الاحتلال، التي أدّت إلى ترسيخ سياسة "فرق تسد" بين المناطق الفلسطينية المختلفة، حيث دفع ذلك إلى خلق العديد من الحواجز النفسية والصور النمطية عند الفلسطينيين تجاه بعضهم البعض.
ويهدف مشروع "تواصلوا" إلى توفير المساحة لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية لدى شابات وشباب فلسطين عبر التصدي لحالة الفصل الجغرافي والاجتماعي بين شباب وشابات فلسطين من مختلف مناطق فلسطين. وذلك عبر التواصل وتبادل الزيارات الفعلية لما ما لا يقل عن 3,500 طالبة وطالب ضمن الفئة العمرية 14-20 عامًا خلال 3 سنوات.
ينفذ مشروع "تواصلوا" من قبل كل من جمعية الشباب العرب "بلدنا" ومؤسسة الرؤيا الفلسطينية وبالشراكة مع هيئة خدمات الأصدقاء الأميركية.