عمل منتدى بلدنا الثقافي في حيفا، يوم الخميس 15 كانون الثاني 2015 على ندوة حول موضوع تصوّر الشخصية الفلسطينية بالسينما العالمية والمحليّة، وقد استضاف المنتدى الناقد السينمائي صالح دباح والسينمائية روزين بشارات في مداخلة حول الموضوع. تخللت المحاضرة عرض مقاطع من افلام سينمائية منذ بداية الصناعة السينمائية عالميًا ومحليًا حتى احدث الانتاجات الفنية.
افتتحت الفعالية ميسون حوراني مركزة المنتدى بالشرح عن الموضوع .
بدايةً شرح الناقد السينمائي صالح عن بداية ظهور الشخصية الفلسطينية على الشاشة، وكان ذلك من خلال عرض مقاطع من افلام مصرية قديمة منذ سنوات الل 1948 وما بعد، تحدث عن كيفية الشخصية الفلسطينية وتصوّرها في حينها (1948)، ويلي ذلك النقلة النوعية حول تصور شخصية الفلسطيني في الفترة التي تُسمى بالعهد الناصري، وكان ظاهر بشكل واضح الخطاب الناصري في احدى الافلام التي عرضها (ارض السلام، بطولة عمر الشريف)، وبهذا الوقت تحديدًا تم فهم القضية الفلسطينية والشخصية الفلسطينية بشكل جيّد وذلك تجسد عبر اختيار "دير ياسين" بلد الاحداث في احدى الافلام، فالأختيار لم يكن عبثي. أيضًا ميزة خاصة اصبحت واضحة في ذاك الحين، ألا وهي شخصية الطفل الفلسطيني الشهيد.
تحدث دباح ايضًا عن نقطة مفصلية بدأت في اوائل السبعينيات، وهي انتاج افلام مأخوذة عن روايات لكُتاب فلسطينيين أمثال غسان كنفاني وغيره. فقد حوت مداخلته تطور تصوّر الشخصية الفلسطينية في السينما على مدار سنوات ما بعد عام ال48 (عام النكبة الفلسطينية).
أما عن مداخلة السينمائية روزين بشارات فكانت تحوي تصوّر الفلسطيني في السينما الارائيلية والمحلية، وقد ذكرت انه في سنوات ال70 اصبح هناك دور لشخصية الفلسطيني ك "عدوّ" في افلام السينما الاسرائيلية وجدير بالذكر انه في حينها كان تصور شخصية اليهودي، باليهودي الشرقي الجميل صاحب العينين الزرقاوين والشعر الاشقر بينما الشخصية الفلسطينية كانت صاحب الوجه القبيح. في افلام هذه السنوات كان دور العربي هامشي جدًا، شخصية لا رأي لها ولا تأثير. احد الافلام التي ذكرتها روزين هي "خربة خزعة" الذي مارسوا عليه رقابة شديدة لمدة 10 سنوات لاحتوائه على مقاطع مصوّرة من احداث تهجير اليهود للعرب الفلسطينيين من بيوتهم والتي هي بدورها احداث واقعية.
ذكرت ايضًا انه ما بعد احداث الانتفاضة الاولى تغيّر مفهوم دور الشخصية العربية في الافلام الى دور رئيسي صاحب تأثير، وفي هذه الاوقات بدأت السينما الفلسطينية تأخذ حيزًا ودورًا في مجال السينما. اما عن شخصية فلسطيني الداخل (فلسطيني ال48) فهي شخصية مُهمشة جدًا من قِبَل السينما الاسرائيلية، بينما شخصية فلسطيني اليوم هي صاحبة دور بارز في الافلام الاسرائيلية والمحلية، واصبح لدور المرأة اهمية كبيرة في الانتفاضة الاولى وهذا بعكس الانتفاضة الثانية (السينما الحالية) التي همشت دورها. وايضًا بعد الانتفاضة الثانية اصبح لمفهوم الشخصية الفلسطينية مفهوم مُغاير والذي هو الارهابي صاحب العمليات الانفجارية، وهذا ما تجسد في افلام السنوات الاولى من الالفية الثانية.