نظّم المنتدى الثقافي بلدنا في جامعة تل أبيب لقاء حول التعددية الجنسية والجنوسة بشكل عام مع تسليط الضوء على هذه العناوين في مجتمعنا العربي الفلسطيني. تمّ افتتاح الامسية من قبَل مُركّز عمل جمعية بلدنا في الجامعة - جاد قعدان، وتطرق الى تعتيم مجتمعنا لكل ما يتعلق بالحديث عن الجنسانيّة والتعددية الجنسية. ومن ثُمّ تمّ تقديم المتحدّثة الأولى في الأمسية، مديرة جمعيّة القوس للتعدُّدية الجنسية والجندرية - حنين معيكي، وقدّمت مُحاضرة عن الهويّة الجنسية ومركّباتها الخمس، وكذلك تطرّقت الى التقاطعات والتأثيرات السياقيّة على مسألة المثليّة والتعدديّة الجنسية في المجتمع العربي الفلسطيني. وضّحت حنين أيضًا في مُداخلتها مصطلحات من عالم الجنوسة والجنسانيّة مثل "جندر/جنوسة" والفرق بين هذا المصطلح الاجتماعي الثقافي وبين الجنس البيولوجي والفيسيولوجي. وكذلك شدّدت على أنّ ضحايا القمع الجنسي في مجتمعنا هُم ليسوا المثليين فحسب، بل جميع أفراد المجتمع.
المُداخلة الثانية في المحاضرة قُدّمت على يد رأفت آمنة جمال، كاتب وناشط وعضو في جمعية القوس، بها طرح قراءة لتناول مجتمعنا للتعددية الجنسية والآراء المُسبقة المُستشرية في عقول الكثيرين في كُل ما يتعلّق بالمثلية. تطرّق للسياق التاريخي والأسباب المُمكنة لهذا النهج وأهمّها ذكوريّة المجتمع وتحقيره المستمر للمرأة ورفضه التامّ لكُل ما يمكن أن يمِس بقيمَة "الرجولة" والتي أوضح بأنّها قيَم اجتماعيّة وليست بالضرورة بيولوجيّة كما يُروّج لها. ومن ثمّ تمّ طرح موضوع الأدب المثلي وتجربة رأفت في النصَّين الذين نشرهما ("ما تزال قدمَيّ باردتين" و-"تلك اللوحة") وردود الفعل المتنوّعة التي تلقّاها فيما بعد.
ونهاية، تمّ فتح المجال للأسئلة والمداخلات من الجمهور وكانت هنالك مداخلات قيّمة عديدة منها الداعم للخطاب السابق ومنها الناقد. من أهمّ ما نبع من الأسئلة كان تعامُل الديانات مع التعدديّة الجنسية ومع المثليّة بشكل خاصّ، وبالاضافة لذلك كانت ملاحظات متكررة حول تعامُل الدول الغربية مع المثليين واستخدام الخطاب الغربي الليبرالي في مجتمعنا ومدى نجاعته.