بمناسبة يوم الشباب العالمي 12.8.2014
من "بلدنا" إلى شبابنا
يُصادف تاريخ اليوم، الثاني عشر من شهر آب، يوم الشباب العالمي. في هذه المناسبة تُوجِّه جمعية الشباب العرب- "بلدنا"، تحية تقدير وإجلال للشباب الفلسطيني في جميع أماكن صموده ونضاله في مناطق تواجده كافة؛ في أراضي الـ67 والـ48 والمخيمات الفلسطينية في الشتات. كما وتَخُصُّ "بلدنا" في تحيِّتها هذه شبابنا وشابّاتنا في غزّة ممن يصمدون في أرض القطاع ويحمونها بصدورهم مُستنفرين لإغاثة أطفالها وعائلاتها، في حين تقصف غارات الاحتلال المنازلَ والمدارسَ وخزانات المياه مُشَتِّتةً عائلاتهمن بين شهيدٍ وشريد، فالتحيّة جُلُّ التحية للشباب الغَزيِّ والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار.
قد سبق وأن أشدنا في مناسباتٍ عديدة سابقة، وها نحن نعود لنشيد في هذه المناسبة بالذات، بالحضور الذي يفرضه الشباب الفلسطيني على ساحات التغيير السياسي والاجتماعي في السنوات الأخيرة. هذا الحضور الذي برز محليًا بقوة، وتمثَّل بالدور الفعّال الذي أدّاهُ ويؤديه شباب وشابات أراضي ال48 في مواجهة مخطط "برافر" وفي العودة إلى إقرث وبرعم المهجرتين، الذي أعاد حلم العودة إلى حيز الواقعية، إنتقالًا للنضال الداعم للأسرى، وصولًا لفرض اللُحمة في شوارعنا مع أبناء شعبنا في الضفة والقدس وغزّة. هذه التجارب والحراكات للشباب الفلسطيني في الداخل وفي أماكن تواجده عامة هي شهادة حية على إرادة الشباب وقدرته على تحمل مسؤولياته والمبادرة من أجل تحسين أوضاعه ونصرة قضاياه. ذلك بالرغم من كل محاولات المؤسسة الإسرائيلية القامعة ومنظومتها القضائية لتخويف وترهيب شبابنا وثنيهمن عن نشاطهمن الاحتجاجي ضد بطش هذه المؤسسة بأبناء شعبنا وعزلهم بين حصارٍ وأسرٍ وأسرلة. فلا ننسى تحيةَ المعتقلين من شبابنا.
في ظِلِّ الهجمة الشرسة التي تَشًنها الحراكات الفاشيّة ضد شبابنا وطلابنا في المعاهد العليا والمؤسسات الحكوميّة والتجارية على اختلافها، وتجاوُبِ هذه المؤسسات بدورها مع هذه الدعوات العنصرية الفاشيّة للنقمة من شبابنا، وذلك من خلال التضييق عليهمن في أماكن العمل أو حتّى إقالتهمن منها، والتحقيق معهنم في لجان الطاعة في المؤسسات الأكاديمية المختلفة، لا يسعنا في جمعية "بلدنا" إلّا أن نؤكِّد على حقِّ شبابنا في ممارسة إنتمائهم الوطني كأبناءٍ وبناتٍ للشعب الفلسطينيّ، وعلى حقّهمن في التعبير عن هذا الانتماء، مع التنويه إلى ضرورة هذه الممارسة بطريقة حكيمة وواعية تَجَنِّبهمن الاستغلال من قِبَل هجمات القمع العنصرية.
لا تنفك المؤسسة الاسرائيليّة في محاولة احتواء الوعي الشبابي لهويّتهم وانتمائهم من خلال مشاريع الأسرلة المختلفة، على رأسها التجنيد والخدمة "المدنيّة"، سعيا منها لتشويه الهويّة لدى الشباب الفلسطيني في الداخل، مما يفرض علينا التصدي لها بصورة منظّمة ومستمرة، من هنا تستمر جمعية الشباب العرب - "بلدنا" من خلال مشاريعها وحملاتها إلى التصدي لهذه المشاريع وتوعية شبابنا لمخاطرها، كما وتسعى الىتحفيز الشباب الفلسطيني في الداخل على أخذ دور أكبر وأكثر فعالية في احتواء الظواهر السلبية التي تجتاح مجتمعنا وأن يرفع صوته عاليا ضد آفة العنف عامة وأشكال التمييز المجحف بحق المرأة العربية.
إلى جانب إنجازات الشباب الفلسطيني وتوقعاتنا منه والمسؤوليات التي يتحملها، لا بد لنا في هذه المناسبة أن نذكّر بأهمية الالتفات إلى احتياجات الشباب وقضاياه، والعمل على دعمه وتلبية احتياجاته في هذه المناسبة تدعو جمعية الشباب العرب الأحزاب الوطنية والمؤسسات الأهلية إلى إشراك الشباب في صنع القرار والتغيير وإعطائه الدور القيادي الذي يستحقه بجدارة.