القدس: منتدى بلدنا ينظّم ندوة حول حريّة الكلمة والنشاط السياسيّ
نظّم منتدى "بلدنا" الثقافيّ – القدس يوم الأربعاء المنصرم، 15 كانون الثاني 2014، ندوة سياسيّة بعنوان "حريّة الكلمة والنشاط السياسي"، اختتامًا لفعّاليّاته في الفصل الدراسي الأوّل.
افتتحت الندوة مركّزة المنتدى في القدس - الطالبة ريم غاوي - التي تحدّثت عن أهداف المنتدى وبرامجه الحالية والمستقبلية، وعن نشاط جمعيّة "بلدنا" مع الشباب بشكل عام، والطلّاب بشكل خاصّ. وتطرّقت إلى أهميّة تنظيم هذه الفعّاليّة في الجامعة العبريّة، وخصوصًا في ظلّ الملاحقات والتضييقات السياسيّة التي تستهدف الحركة الطلّابيّة الوطنية.
شارك في البرنامج كلٌّ من المحامي منصور منصور، والذي تحدّث عن الخلفيّة القانونيّة للموضوع في السياق النضاليّ؛ والناشطة أماني خليفة التي تحدثت عن تجربتها الشخصيّة في المجال.
بدأ المحامي منصور مداخلته بالتساؤل عن الهدف من وراء الاعتقال مفترضاً بهذا انه اداة موجهة ذات هدف محدّد، موضّحًا أنّه عدا عن الترهيب والردع، فهو "اجراء قانوني" يضاف الى ادوات السلطة الاخرى، ويشكل الاعتقال مرحلة "ضروريّة" لتحضير لائحة اتّهام للمعتقل، كما نبّه منصور وحذّر من إغفال هذه المعلومة خلال التحقيقات، فإن اغفالها قد يضُرُّ بحقوق المعتقل وقد يُساهم في إنضاج لائحة اتّهام.
هذا وشدّد منصور على قوّة الالتزام بحقّ الصمت في التحقيق، كونّه يشكّل خير ضمانة للشخص في التحقيق من الوقوع في خطأ من الممكن أن يؤدّي للائحة اتّهام. كما اشار الى استعمال حق الصمت فقد يتجنّب المعتقل إشكاليّات قد تورّطه لاحقًا. إضافةً لأن المعتقل لا يملك بشكل عام خبرة المحامي والمنظور القانوني الاوسع فلا يدرك متى يُمكن أن تُستعمل أي معلومة ضدّه.
وأضاف منصور أنّ الحفاظ على حقّ الصمت قد يكون له في حالات نادرة جدًا ثمن بسيط ما، لكن معالجته أسهل بكثير وتبقى خياراً مفضّلاً عن إعطاء معلومات قد تؤدّي للائحة اتّهام. بالإضافة الى ذلك اشار منصور الى اهمية عدم الانجرار الى استفزازت وأساليبه في الإبتزاز قد يتعمدها الشرطة والمحقق.
وبعد أن قدّم المحامي منصور خلفيّة قانويّة عن الموضوع، موضّحًا البنود التي تتعلق بتمديد الاعتقال (بند 13، وبند 21)، نوّه إلى ضرورة الإصرار على مقابلة محامٍ قبل التحقيق، والذي اعتبره سلاح مهم بيد المُعتقل، أو الشخص الماثل للتحقيق.
هذا وعرضت الناشطة أماني خليفة تجربتها الشخصيّة في الاعتقال، وتحدّثت عن ظروف الاعتقال.. وتطرّقت أيضًا لقضايا الاعتقالات في القدس، وخصوصًا اعتقالات الأطفال. وقد اعتقلت خليفة مرتين في السنوات الاخيرة وذلك ضمن نشاطاتها المختلفة وخصوصاً في قضايا الاسرى، فكانت المرة الاولى من امام سجن الرملة اثناء تظاهرة قام بها شباب من القدس ومن الـ 48 اثناء اضراب اسرى عن الطعام.
وفي سياق العلاقة ما بين الطلاب في الجامعة والمجتمع الفلسطيني في القدس عامّةً؛ أشارت خليفة الا أنه توجد فجوة بالتواصل وضعف بالعلاقة العضوية، مما يمنع الشباب الطلابي من الاقتراب الى هموم أبناء وبنات شعبنا المحلية ويضعف التأثير على مجريات الحياة السياسية في القدس، فالحراك الشبابي المتعاظم لا بدّ أن يأخذ دوره في القدس كذلك الأمر.
في نهاية البرنامج، فتح المجال للنقاش، وشارك الحاضرين بأسئلتهم واستفساراتهم حول قضايا الاعتقالات والتحقيقات السياسيّة، وكيّفيّة التعامل معها، خصوصًا في ظلّ النشاط الشبابي المكثّف في الآونة الأخيرة.