- معدل 52 % من المشاركين/ات عبروا عن الموافقة على مقولة "ان قتل المرأة على "خلفية شرف" العائلة هو جيد للحفاظ على مجتمع صالح"
-البحث شمل أبناء الشبيبة تتراوح أعمارهم/ن بين 14 -19 سنة من تسعة بلدان عربي.
قامت جمعية الشباب العرب- "بلدنا" و"كيان" تنظيم نسويّ بإجراء بحث ميداني يفحص مواقفَ الشبيبة الفلسطينية من ممارسات العنف والتي يتمثَّلُ أوجها في ظاهرة قتل النساء في المجتمع الفلسطيني.
لقد هدف هذا البحث إلى الوصول إلى مفاهيم العنف و"الشرف" كما هي متداولة بين أبناء جيل الشبيبة، وذلك من أجل بناء قاعدة يرتكز عليها مشروعٌ خاص يتم تمويله من قبل الاتحاد الأوروبي، والذي سيعمل على مناهضة جرائم القتل والعنف ضد النساء، من خلال العمل المشترك بين الشبيبة والنساء في المجتمع.
أجرت البحث د. سهاد ظاهر-ناشف، منسقة برنامج الدراسات النسوية في مدى الكرمل وتعمل كمحاضرة في كل من اكاديمية القاسمي وكلية اورانيم للتربية. في إطار هذا البحث تم فحص المواقف من خلال تعبئة استمارة تم توزيعها عشوائيا بين أبناء الشبيبة الذين تتراوح أعمارهم/ن بين 14 -19 سنة، شارك بالإجابة عليها ذكور وإناث ومن الديانات الثلاث، ومن تسعة بلدان عربية.
تم توزيع الاستمارة على 393 شابا وفتاة، في حين احتوت الاستمارة على عدة جمل وعلى كل مشاركة الإجابة بالموافقة التامة، الموافقة الجزئية او المعارضة. هذه الجمل ابتدأت بجملة: "أنا أؤيد قتل النساء على خلفية شرف العيلة" وانتهت بجملة: "الطريقة الوحيدة لمنع المرأة من السلوك بما يتنافى مع المجتمع هو تهديدها بالقتل وتعنيفها". كما وقد عبّر المُشاركونات عن مفهوم "شرف العائلة" من وجهة نظرهم، وعن مدى استعدادهم للمشاركة بنشاطات وفعاليات تناهض جرائم القتل والعنف الممارسان ضد النساء. بالإضافة إلى ذلك، تمت مقابلة عدد من رئيسات أقسام الشؤون الاجتماعية، ومقابلات مع مديرات الجمعيات النسوية القطرية الناشطة في حقل مناهضة العنف ضد النساء وعدد من الجمعيات النسائية المحلية.
عبرت النتائج عن معدلات عالية من تأييد قتل النساء بين الشبيبة من ناحية، ومن ناحية أخرى عبرت عن استعداد كبير جدا للمشاركة في أنشطة تناهض قتل النساء. لقد بين البحث ان معدل الموافقة على قتل النساء بين الشبيبة يقارب ال-55. معدل 52 % من المشاركين/ات عبروا عن الموافقة على مقولة ان قتل المرأة على "خلفية شرف" العائلة هو جيد للحفاظ على مجتمع صالح. %78.6 من بين المجيبين/ات سمعوا عن فعالية او نشاط لمناهضة العنف ضد النساء و55% تقريبا شاركوا في فعاليات أو نشاطاتٍ كهذه. هذه الأرقام وبعد فحص العلاقة بين المتغيرات بيّنت ان للعمل النسوي حضورا وتأثيرا في الحقل، ذلك على الرغم من أن هنالك حاجة ماسة لإكمال العمل والنشاط النسوي في الحقل. إن ما يدعم هذه النتيجة هو وجود علاقة ذات دلالة إحصائية عكسية بين الموقف من قتل النساء وبين المشاركة في نشاط يناهض العنف، أي انه كلما كانت المشاركة أوسع في نشاط يناهض قتل النساء، كلما زادت المعارضة لقتل النساء. هذه النتيجة تُشكل مُحفزا لبناء نشاطات وفعاليات أكثر مع شريحة الشبيبة. إحدى النتائج المُلفتة التي تشجع بناء نشاطات هو كون التأييد الأكبر لقتل النساء كان بين شريحة الجيل 15-16 عاما والأقل تأييدا بين الشبيبة في شريحة الجيل 17-18 عاما، خاصة بين من خاضوا تجربة المشاركة في نشاط مجتمعي يناهض القتل والعنف ضد النساء. أي أنه مع تقدم الجيل والانكشاف لفعالية مناهضة هنالك تغيير بالموقف ليتحول إلى مُعارضا لقتل النساء.
من المهم التنويه هنا إلى ان البحث كشف عن بعض التناقضات في المواقف. فمثلا من بين من عارضوا قتل النساء كان من أيد انه حين تُقتل امرأة فهي السبب من وراء القتل. ونسبة لا بأس بها عبرت عن موافقتها على أن تهديد النساء هو رادع لسلوك لا يلائم توقعات المجتمع، على الرغم من تعبيرهمن عن معارضتهمن للقتل. أي أن معارضة القتل لا تعكس موقف مُتحرِّر تجاه النساء بل يأتي مُرفقا في كثير من الأحيان مع مواقف قامعة ومُجحفة بحق النساء. مما يجعل العمل الميداني والمُجتمعي مُهمًا، بل ومصيريًا لتغيير مفاهيم ومواقفٍ تجاه النساء الفلسطينيات من وجهة نظر الشبيبة.
لقد بين تحليل محتوى الاستمارات إلى أن مفهوم الشرف بين أبناء الشبيبة يتمحور حول ثلاثةِ محاور: المرأة ودورها في الحفاظ على "سمعة العائلة" وهذه كانت الأغلبية، تليها المسؤولية المشتركة لكل فرد من أفراد العائلة ذكورا وإناثا في "شرف العائلة"، والمحور الأخير هو نفي للمصطلح والسخرية منه، و كان الأخير الأقل تكرارا.
إحدى النتائج المُلفتة للبحث كانت أن الجمعيات النسوية القطرية تعمل بشكل مباشر على مناهضة العنف وقتل النساء، أما الجمعيات النسائية المحلية فإنها لا تعمل على موضوع قتل النساء بشكل مباشر ولكن تعمل على عوامل تُشكل جزء من كينونته. فمثلا؛ تعمل هذه الجمعيات وتُوجه أكثرَ عملِها على تقوية النساء وتشجيعهنّ على أخذ أدوار اجتماعية قيادية. أما بالنسبة لأقسام الشؤون الاجتماعية، فإنها تعمل على مناهضة العنف ولكن بشكل محدود كونها تجابِهُ معضلةَ التوفيق بين القيم المجتمعية وبين سلطة القانون الإسرائيلي التي تتجاهل المنظومة الاجتماعية.
مما لا شك فيه أن هذا البحث يكشف عن الحاجة الملحة لوجود برامج وفعاليات تناهض العنف ضد النساء، وضد قتلهنّ فِكرًا وممارسةً، كما وتكثيف العمل القائم في الحقل لما له من تأثير على تشكيل وعي الشبيبة، جيل المستقبل. ويأتي المشروع المشترك، الذي بادرت إليه جمعية بلدنا وجمعية كيان للعمل بشكل مكثفٍ لمناهضة جرائم القتل والعنف ضد النساء، من خلال العمل مع جمهور الشباب والنساء بشكل خاص ومباشر ومقابل المجتمع عموما.
اضغط هنا لتنزيل البحث البحث الميداني.