قامت سلطات الاحتلال الساعة الثالثة والنصف من عصر اليوم بِحظر مؤتمر صحافي لمناهضة الخدمة المدنية في مركز يبوس الثقافي، والذي دعت إليه مؤسسات مجتمع مدني عاملة في القدس والداخل (مشروع كنعان، ومركز القدس للمساعدة القانونية وحقوق الإنسان، ومؤسسة السانت إيف، وجمعيّة الشباب العرب بلدنا – حيفا) بهدف تسليط الضوء على موضوع التجنيد للخدمة الوطنيّة (والتي باتت تُسمى بالخدمة المدنيّة) داخل المدينة المحتلة وتوضيح الموقف الوطني منها.
وكان على أجندة المؤتمر شرح السياسات الإسرائيلية المتعلقة بتجنيد القطاع الشبابي الفلسطيني في الخدمة الوطنيّة في محاولة لاختراق الوعي العام، ومسح هويته الوطنية الفلسطينية. فمشروع الخدمة هو مشروع سياسي أمني صهيوني نشط بشكل فعال منذ عام 2007 في مدن وقرى الداخل الفلسطيني، وبدأ ينتقل شيئاً فشيئاً إلى مدينة القدس، ويتم من خلاله تجنيد شباب وفتيات بشكل خاص في مؤسسات حكومية إسرائيلية، والتي يتم تغليفها وقولبتها في إطار تطوعي جماهيري.
حيث أظهرت معطيات لتقرير خاص حول "الخدمة المدنية في القدس" أنّ هناك ارتفاع في عدد المُقبلين على الخدمة في الداخل الفلسطيني وفي القدس المحتلة، حيث بلغ مجموع المجندين لِهذه الخدمة 3450 مجنّد عام 2013 (أي ارتفاع بنسبة 200% عن عام 2011) مع العلم أن أغلبهم من الإناث.
وبالتالي، تؤكد المؤسسات المنظمة للمؤتمر أن منع إقامة المؤتمر لن يمنع استكمال النشاطات الجماهيرية والإعلامية من أجل توعية قطاع الشباب ومنع انخراطهم في مشروع الخدمة الوطنيّة.
وانطلاقاً من إيماننا الراسخ بحقوقنا الوطنية الغير قابلة للتصرف، وحرصنا على هويتنا الوطنية التي تشكل محور من محاور الصراع على حضور وفِعل الفلسطيني المدافع والعامل على إنجاز المشروع الوطني، نعلن رفضنا المطلق لمثل هذه القرارات والمحاولات الإسرائيليّة في تهويد المكان وأسرلة الإنسان الفلسطيني.
واستناداً لهذا الإيمان، فإننا ندعو المواطنين الفلسطينيين إلى الامتناع عن المشاركة ببرامج الأسرلة وفي المقدمة منها مشروع ما يسمى الخدمة الوطنية، فإن أي مشاركة في هذه النشاطات يضع كل من يساهم أو يدعوا لها في الخندق المعادي لتطلعات وحقوق شعبنا الفلسطيني.